روايات كاملةرواية جنة صقركل الروايات

قصه جريمة قصر البارون

قصه جريمة قصر البارون
-الجريمة اللي حصلت كبيرة ومش سهلة، تقدري تقولي إنها بقت قضية رأي عام، او الميديا هي اللي خلتها كده، غريبة!.. مع إني كل كام يوم بحقق في جرايم قتل تمت بطرق أبشع وافظع من اللي اتقتل بيها الأستاذ، بس هنا، ولأن القتيل مُنتج كبير ومعروف، فالأعلام خلاها قضية رأي عام.. إنما ده مش موضوعنا، خلينا في المهم، تفتكري مين اللي قتله يا جمالات؟!
بلعت جمالات ريقها بصعوبة وهي بتحاول تجمع الكلام..
-ونبي يا باشا ما اعرف.. انا هحكيلك كل اللي اعرفه، انا بشتغل لبيسة للبطلة، وهي بصراحة ست طيبة اوي اوي.. لا ليها في التور ولا في الطحين، دي.. دي ماتعرفش تدبح فرخة يا بيه، معقولة يعني هتكسر رقبة استاذ حمدان و…
قاطعتها لما خبطت على المكتب خبطة قوية…
-هو حد عينك محامية لهدى شرقاوي بروح امك!.. ما تخلصي وتجاوبي على قد السؤال.
كشت في نفسها وردت عليا بصوت واطي..
-يا بيه ما انا مش عارفة اقول ايه.. انت سألتني عن القاتل وانا بحاول اجاوب باللي اعرفه، واللي اعرفه إن ست هدى مستحيل تكون قتلت استاذ حمدان.
-استغفر الله العظيم يارب.. ماشي يا جمالات.. خليني اسأل السؤال بشكل اوقع واعمق.. او اقولك، بلاش اسئلة خالص.. احكيلي اللي تعرفيه عن اللي حصل.. حلو كده؟!
-حلو يا باشا.. كده انا فهمت، اللي حصل من الاول خالص، إن ست هدى من بعد ما اطلقت من جوزها ودخلت في حالة أكتئاب، من أيامها بقى وهي مابتشتغلش، وفضلت فترة طويلة اوي مختفية عن الأنظار والأضواء، لحد ما في يوم كلمتني وقالتلي إن استاذ حمدان كلمها وقالها إنها مترشحة لدور مهم اوي في فيلم جديد من انتاجه، وقالها كمان إن المخرج بنفسه هو اللي طلبها بالأسم.. ولما كلمها فرحت واتصلت بيا وبدأنا شغل، واللي عرفته منها بعد كده، وبما إني يعني اللبيسة بتاعتها، إن الفيلم هيتصور معظمه جوة قصر البارون، وهو فيلم جريمة ومن بطولة استاذ سيف نجم الشاشة دلوقتي، وبصراحة.. فرحت انا كمان على فرحتها، لكن الفرحة دي كان معاها شوية خوف.. وسبب الخوف هي الحكايات اللي بتتحكي عن القصر، لكن انا كنت هعمل ايه يعني، انا في الاول وفي الأخر حتة لبيسة، وعشان أكل عيشي وافقت وبدأنا تصوير وعدى اليوم الأول تمام، وفي اليوم التاني، بدأت الاحظ حاجات غريبة.
-حلو.. حاجات غريبة زي ايه بقى؟!
-يعني.. نظرات متبادلة بين استاذ سيف واستاذة.. واستاذة ناهد مرات استاذ حمدان الله يرحمه.
-اوبا.. وبعدين يا جمالات؟!
-ولا قبلين يا باشا.. نظراتهم كانت مفضوحة قصاد كل اللي في اللوكيشن، إلا ا

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه سرداب الموت (كامله)

رواية الشادر الفصل الثامن

ستاذ حمدان نفسه.. وحقيقي مش عارفة بقى، هل هو ماكنش شايف النظرات دي بسبب إنه تملي كان سكران ومش دريان باللي حواليه، ولا هو كان شايف وفاهم بس عامل عبيط وبيحاول ينسى لسبب ما انا ماعرفوش!.. مش عارفة يا باشا، بس اللي انا عارفاه كويس، إنهم اكيد.. أكيد يعني، في ما بينهم حاجة.

-تمام.. طب وانتي كنتي فين بقى وقت وقوع الحادثة او الجريمة؟!
-كنت انا وكل اللي شغالين في اللوكيشن موجودين في مكان التصوير.. اللي هو صالة القصر.
-طب واستاذ حمدان!.. كان معاكوا؟!
-لا ماكنش يا بيه.. استاذ حمدان كان لوحده في أوضة فوق، ووقت ما التصوير بدأ، اتفاجأنا بيه كلنا وهو واقف في الدور اللي فوق وعمال يصرخ.. كان واضح إنه سكران وبيخرف، لكن المقلق بقى إنه وقف مرة واحدة وادانا ضهره وهو بيقول بصوت عالي.. “لا يا ابا لا.. لا يا ابا ماتاخدنيش معاك.. لا.. انا مش عايز اموت.. ابعدوه عني.. ابعدوا الشبح ده عني”.. ومرة واحدة يا بيه نط من فوق لما رجع بضهره لورا، ومع وقعته على الأرض، نور اللوكيشن كله انطفى، ولما النور رجع بعد دقايق من الصراخ والرعب، لقينا استاذ حمدان غرقان في دمه ورقبته مكسورة.
-اه.. يعني هو لما وقع، رقبته ماتكسرتش!
-مش عارفة يا باشا.. بس متهيألي لا، الوقعة ممكن تكون كسرت رقبته لأنه اتهبد جامد، وبعد الهبدة اللي اتهبدها دي، طَب ساكت.
-ماشي يا جمالات.. طب وانتي بقى مالاحظتيش اختفاء حد، يعني.. سيف او ناهد او..
قاطعتني بسرعة..
-لا يا بيه.. احلفلك على مصحف إن كلهم كانوا موجودين، انا متأكدة.
-تمام.. تقدري تروحي دلوقتي، ولو احتاجتك تاني هبعت اجيبك.
-تحت أمر الحكومة يا باشا.. تحت أمر الحكومة، سلامو عليكوا.
خرجت جمالات وانا قعدت ساكت لثواني، ولعت سيجارة ومسكت ملف القضية اللي يعتبر لسه جديد ومافيهوش تقارير كافية ووافية، يادوبك.. التقرير المبدئي لمعاينة الطب الشرعي والمعاينة الأولية للمعمل الجنائي وكام ورقة تانية عن شخصية القتيل… سرحت في الورق وانا بقرأ وبكلم نفسي من غير صوت..
“حمدان السيد حمدان.. صاحب شركة توتالة للأنتاج الفني والتوزيع، من مواليد اسكندرية، لكنه عايش في القاهرة.. بالتحديد في مصر الجديدة، مالوش غير أخت واحدة عايشة ومتجوزة في اسكندرية، عنده ٦٦ سنة، متجوز من ناهد ابو الغيط اللي عندها ٢٩ سنة وماسكة له كل شغل الشركة، ده اللي مكتوب في الورق.. لكن اللي مش مكتوب بقى واللي اعرفه من الميديا ومن الصحافة ومن كلام الناس عنه، إنه شخص سَمج، دمه تقيل، فلوسه رايحة على الكحول والحريم، اتجوز ناهد اللي بدأت تظهر معاه في الأعلام من حوالي سنة وكام شهر، مابيخلفش.. عقيم، وده السبب اللي خلاه مايقعدش مع اي واحدة بيتجوزها اكتر من تلات سنين.. شركته كانت على وشك الإفلاس بعد اخر كام فيلم أنتجهم وفشلوا، واللي خرجه من الورطة دي، هو صاحبه رجل الأعمال اللي سلفه مبلغ محترم عشان ينتج فيلم جديد، ولما الفيلم ينجح والشركة تقف على رجليها، يبقى يسدد له الفلوس ويرجع يشتغل وينتج أفلام من تاني.. بس للأسف مالحقش، مالحقش رغم إنه كان شغال على فيلم اتعمله دعايا كويسة اوي من قبل حتى ما يبتدي تصويره، فيلم تصنيفه جريمة، شرقي بطابع أوروبي، بيتكلم عن جريمة حصلت في قصر البارون، وحقيقي انا مش عارف تفاصيل الفيلم اوي لأني ماقريتش السيناريو.. لكني عارف كويس إن البطل فيه كان سيف ابو غالي.. وده اشهر ممثل شاب في وقتنا الحالي، او زي ما قالت جمالات، نجم الشاشة… إنما جمالات ماقالتش كده وبس، دي قالت كمان إن سيف وناهد، كان واضح جدًا لكل اللي شغالين في الفيلم، إن في ما بينهم علاقة ونظرات!”
سكتت لثواني، بعدهم ندهت على العسكري وقولتله يدخل اول المشتبه فيهم، ناهد ابو الغيط.
دخلت ناهد اللي كان واضح عليها الحزن والتأثر، قعدت قصادي وحاولت اهديها من حالة الانهيار المصطنعة اللي كانت فيها، وبعد ما هديت وبقت قادرة تتكلم، ابتديت التحقيق.. وكعادة اي تحقيق سألتها عن بياناتها، وبعد ما جاوبت، ابتديت ادخل في الموضوع على طول..
-مدام ناهد.. انا عارف ومقدر الظروف اللي انتي فيها، لكن زي ما انتي شايفة، ده شغلي.. في شخص مات والتقرير المبدئي للطب الشرعي بيقول إن وارد تكون رقبته اتكسرت بفعل فاعل، مش بسبب الوقعة، ده غير طبعًا الكلام الغريب اللي قاله المرحوم قبل ما ينط من الدور التاني للقصر، فمعلش.. حضرتك لازم تتماسكي كده عشان تعرفي تجاوبيني واقدر اجيب حق الرحوم من اللي قتله، ده لو افترضنا إنه اتقتل بالفعل.
مسحت ناهد دموعها وردت عليا بصوت مبحوح..
-لا ماتقتلش.
بصيت لها باستغراب وانا رافع حاجبي، فكملت كلامها بتلقائية..
-انا شايفة كده يا فندم.. شايفة إنه ماتقتلش، حمدان قبل ما يموت كان قاعد بيشرب في أوضته من أزازة ويسك..
قاطعتها قبل ما تكمل..
-لا لا لا.. مش من هنا، انا عاوزك تحكيلي من الأول خالص.
-أنهي أول بالظبط؟.. تقصد من بداية اليوم يعني؟!
-لا برضه.. اقصد من الاول خاالص.. من اول ما اتعرفتي على استاذ حمدان.
سكتت شوية وابتدت تفرك المنديل بإيديها، وده دليل على التركيز المبالغ فيه والتوتر.. بعد كده بدأت تحكي وهي مش باصة لي..
-انا عرفت حمدان من حوالي تلات سنين، كنت بشتغل عنده في الشركة كمحاسبة، وبصراحة عمري ما شوفت منه غير كل الخير.. وفضل يعاملني كويس لحد ما بعد كام شهر ابتدا يبصلي بصات تفهمها أي ست.. بصات أعجاب يعني، فاستغربت.. انا قدامه بقالي كام شهر وعمره مابص لي ولا حتى ركز معايا، لكن الايام ضيعت استغرابي ده لما في يوم طلبني لمكتبه وفاتحني في الجواز.
-وش كده؟!
-اه يا فندم.. قالي إنه بقاله فترة مركز معايا، وإنه معجب بيا جدا وشايف إني في حالي ومركزة في شغلي وبس، ورغم إنه راجل بتاع ستات، إلا إنه مالوش في الحرام، وعشان كده طلب مني الجواز على طول، وانا وافقت.
-وش برضه؟!.. وافقتي من غير ما تفكري في إنه اكبر منك او في إنه مابيخلفش!
-كل الحاجات دي ماتعيبش الراجل، واي واحدة في مكاني كانت هتوافق، خصوصًا لما تكون عانس بسبب قلة الجواز في البلد، وكمان مستواها المادي هي وأهلها مش قد كده.
-اه.. يعني اتجوزتيه عشان فلوسه.
-لا.. اتجوزته عشان كان لازم اتجوز بسبب عمري اللي ابتدا يعدي وانا قاعدة جنب اهلي ، ويشهد ربنا إني عمري ما بصيت لفلوسه، بل بالعكس بقى، انا دايمًا كنت بساعده في شغله وبدأت انقذله الشركة بعد ما كانت هتفلس، انا اللي عرضت عليه يستلف من صاحب عمره عشان ينتج فيلم يعوض خسايره في الأيام اللي فاتت، وانا اللي اشتغلت على الورق مع السيناريست وكمان وافقت إن اجيبله مخرج كبير، وممثل افلامه مكسرة الدنيا عشان الفيلم يفرقع.
-يفرقع اه.. طب وبالنسبة للفرقعة اللي بينك وبين النجم، ايه بقى!
-ايه في ايه يا فندم، مش فاهمة!
-لا فاهمة، بس بتحاولي تتهربي، اقصد ايه علاقتك بسيف؟
-ع ع علاقتي بسيف كانت.. كانت علاقة مديرة شركة انتاج ببطل فيلم من انتاج الشركة.
-وبس؟!
-وبس.. ماتنساش حضرتك إني ست متجوزة و..
قاطعتها بسرعة..
-ست ارملة، حاليًا ست أرملة، كنتي متجوزة راجل قد ابوكي، عمره قد عمرك مرتين وشوية، ولما قابلتي شاب وسيم وناجح، حصل بينكوا أعجاب، فجيبتي سيناريست ومخرج وخلتيهم يكتبوا فيلم بتدور احداثه جوة قصر البارون، وبطل الفيلم ده يبقى حبيب القلب.. وفي وقت تصوير الفيلم، دبرتي انتي وهو قَتل المنتج، اللي هو جوزك، وكمان دبرتوا إنه يبان موته كحادثة بسبب الشرب الزيادة ولا العفاريت اللي في القصر ولا اي حاجة بقى.. مش هتفرق، المهم إنها تبان حادثة وخلاص، وإنكوا مالكوش دخل بيها.
كانت بتسمعني وهي عمالة تبتسم بسخرية وهي بتهز دماغها، وبعد ما خلصت كلامي قالتلي بتريقة..
-حضرتك تنفع سيناريست هايل والله، انت حطيت السيناريو والحبكة والدوافع، لا وحليت اللغز كمان.. بس خليني اقول لحضرتك بقى إن السيناريو بتاعك ده، بالرغم من إنه محبوك كويس اوي، إلا إنه مجرد خيال.. مافيهوش أي جزء من الحقيقة، انا لا في إعجاب بيني وبين سيف، ولا حتى كنت عاوزة حمدان يموت من أساسه، وبعدين انا هقتله ليه يعني.. ايش ياخد الريح من البلاط؟!
اول ما قالتلي كده، ابتسمت في وشها وطلعت ورقة من ملف القضية ورفعتها..
-دي.. ٣ مليون جنيه، تأمين على حياة المرحوم!
برقت اول ما شافت بوليصة التأمين، وكأنها اول مرة تشوفها، واتأكدت بنفسي من احساسي بإنها ماكانتش تعرف إنه مأمن على حياته، لما برقت وقالتلي..
-والله العظيم ما كنت اعرف إنه مأمن على نفسه، انا اول مرة اشوف البوليصة دي!
رجعت الورقة مكانها تاني وبصيتلها وخدت نفس عميق، سكتت شوية وبعد كده سألتها..
-طيب.. هنفترض إني مصدقك، كملي.. وبعد ما اتجوزتوا، حياتكوا كانت عاملة ازاي؟!
-عادية.. زي اتنين متجوزين، لا لا.. مش هكدب، هي ماكانتش عادية اوي، تقدر تقول أقل من العادية، كتير حاولت اتكلم معاه واقنعه إنه يبطل الكحوليات اللي بيشربها دي، بس هو ماكنش بيسمع لأي صوت غير صوت دماغه.. ومع الوقت، الخلافات ما بيننا ابتدت تزيد بسبب الموضوع ده.
-وفضلت الخلافات تزيد وتزيد لحد ما قابلتي سيف واتفقتي معاه على كل حاجة وقتلتوه.
-قولتلك مافيش حاجة بيني وبين سيف، وبعدين انا ماقتلتوش، حمدان ماتقتلش من أساسه، حمدان شرب كتير يومها زي ما قولتلك، لدرجة إنه مانزلش معانا في تصوير المشهد اللي كنا بنصوره، ده فضل قاعد في أوضة من أوض القصر وهو في إيده الأزازة، لحد ما سِكر واتهيألوا إنه شاف أشباح، وبسبب تهيؤاته دي، خرج من الأوضة مذعور وفضل يقول في كلام غريب عن ابوه الله يرحمه وعن شبح هو شايفه، ومرة واحدة نط واتهبد.. كأن جسمه تقل او فقد الوعي ووقع، ومع وقعته او نطته دي، النور قطع.
قصه جريمة قصر البارون
-حلو اووي ده.. وايه السبب بقى في قطع النور؟!
-المصدر يا فندم.. اصلنا كنا واخدين كهربا من برة القصر، وطبيعي إن الكهربا تفصل في أي وقت.
-يااه.. صدفة عجيبة، اول ما الراجل يقع، النور يقطع، طب والمولدات!.. ايه، عطلت هي كمان؟!
-لا ماعطلتش، بس احنا ماكناش محتاجينها ولا بنشغلها اصلًا لأن زي ما قولت لحضرتك، احنا كنا واخدين كهربا من برة القصر، من العمومي يعني.. وده معناه إن المولدات كانت موجودة بس بشكل احتياطي.
-لا أجابة نموذجية، لكن خليني اقولك إنك هتفضلي معانا لحد ما القضية تتبعت للنيابة، وهي بقى اللي هتفصل في أوراق القضية، اتفضلي استني برة، ولو احتاجتك تاني هطلبك قدامي.
ندهت على العسكري وقولتله بصوت مسموع..
-اتحفظ عليها يا ابني، ماتروحش.. حطها في الحجز لحد ما القضية تتبعت الصبح للنيابة، ودلوقتي دخل لي عامل الأضاءة.
خرجت ناهد وبعدها دخل فني الأضاءة.. ومن فني الأضاءة لفني الديكور للمخرج المنفذ للبطلة للكل.. كل اللي كانوا في اللوكيشن دخلوا لي، او اقدر اقول معظمهم.. وكلهم كان كلامهم واحد، وهو نفس كلام جمالات، ماحدش لا زود ولا نقص، لكن اللي كلامهم كان مهم اوي بالنسبة لي، هم المخرج والسيناريست، المخرج والسيناريست اللي بدأت التحقيق معاهم ورا بعض، واللي دخل لي الأول كان المخرج اللي بعد ما سألته عن بياناته وابتديت معاه التحقيق الفعلي، قال لي كلام مهم اوي..
قصه جريمة قصر البارون
-الفيلم يا فندم هو فيلم جريمة، بيتكلم عن بطل بيقتل مراته وعشيقها لما بيكتشف إنه بيتخان في قصر البارون المهجور، إنما مش ده المهم.. المهم بقى إن في مشهد من مشاهد الفيلم، الشرير فيه او الراجل الخاين يعني، بيطلع يجري من الأوضة اللي كان فيها هو والزوجة، وبعد ما بيجري والبطل بيجري وراه، بينط من الدور التاني للقصر وبيقع، وبعد كده بينزل البطل على السلالم لحد ما بيوصله، ولما بيكتشف إنه ماماتش، بيكسر رقبته.. والمشهد ده سيف اتمرن عليه في البروفات اكتر من مرة.
اول ما المخرج قال لي كده، برقتله..
-يعني انت تقصد إن سيف، استغل إن الكهربا اتقطعت وراح جري ناحية استاذ حمدان وكسر رقبته في الضلمة عشان يتأكد إنه مات، وبعد كده رجع مكانه تاني؟!
مد شفته اللي تحت لقدام..
-الله أعلم يا فندم.. انا بحكي لحضرتك اللي اعرفه بالتفصيل لأني مش هخبي حاجة عن العدالة، انا راجل دوغري، ولو شهادتي او اقوالي هتبقى سبب في إن مجرم يتعاقب ومقتول حقه يرجع، فده عندي بالدنيا.
بعد ما المخرج قال الكلام ده كله، كملت معاه التحقيق اللي كلامه فيه ماختلفش كتير عن كلام بقية الناس اللي دخلوا قبله، ده لو استثنينا يعني كلامه عن المشهد بتاع كسر الرقبة، ومن بعده على طول دخل السيناريست، وده بقى اللي اقدر اقول عليه نمرة بحق وحقيقي، لأنه بعد ما دخل وقعد قصادي وسألته عن بياناته وجاوبني، ابتديت معاه التحقيق بسؤال حاد شويتين..
قصه جريمة قصر البارون
-قولي بقى يا استاذ مكاوي، مدام ناهد اديتك كام عشان تكتب الفيلم بالطريقة دي؟!
ارتبك اول ما قولتله كده وعدل نضارته..
-مش فاهم السؤال يا فندم، هو انا متهم بحاجة؟!
-لحد دلوقتي.. لا، لكن لو ماجاوبتنيش ممكن.
-يا فندم ماهو الأجر معروف ودافع عليه ضرايب، ثم إن انا يعني ماكتبتش السيناريو زي ما اتطلب مني ولا حاجة.. انا كنت كاتب الورق اصلًا والمخرج كان مُشرف عليه، ولما كلمتني مدام ناهد وسألتني عن فكرة فيلم قوية يرجعوا بيها للسوق هي وجوزها، عرضت عليها الورق ده وانا اللي رشحت المخرج لأنه اشتغل معايا على الكتابة قبل ما نقعد مع مدام ناهد اصلًا.
-طب وسيف.. انت اللي رشحته ولا المخرج؟
-لا يا فندم.. أكيد مش انا، السيناريست مابيرشحش أدوار بطولة، وحتى لو رشح.. اوقات كتير مابيتاخدش برأيه، المخرج والمنتج هم اللي بيرشحوا.
-اه.. يعني كده ناهد او حمدان او المخرج، هم اللي رشحوا سيف.
-مظبوط يا فندم.
-طب ومشهد كسر رقبة العشيق من البطل، اتكتب امتى المشهد ده؟!
-المشهد ده بالذات يا فندم بقى اللي حط تفاصيله هو استاذ سيف بالاشتراك مع المخرج، ولما اتفقوا على تنفيذه، انا كتبته، وبصراحة هو مشهد جامد.. استاذ سيف قال إنه شافه في فيلم اجنبي، ومن الأخر كده.. انا لما سمعته منهم عجبني وحبيت اكتبه وماعترضتش عليه، اصل طريقة القتل جديدة وتحس فيها انتقام قوي كده من شخص اتخان للي خانه.
-جميل.. جميل اوي يا استاذ مكاوي، وبما إنك يعني راجل سيناريست وبتحط حبكات وبتكتب حكاوي، تفتكر جريمة القتل حصلت ازاي؟!
-قققتل.. قتل ايه بس يا فندم، استاذ حمدان مات قصادنا كلنا بسبب الاشباح اللي في القصر.
قال كده وهو بيبرقلي، فبرقتله انا كمان..
-يا سلام.. الاشباح اللي في القصر، قولتلي بقى.. يعني الاشباح هي اللي اتسببت في موت حمدان!
-ايوة يا فندم… ما انت عارف، القصر ده ملعون ومهجور من زمان، ده انا ياما قريت عنه بلاوي، ومعظم المقالات والحاجات اللي قريتها عنه، بتقول إنه مسكون بالجن والعفاريت وال..
خبطت على المكتب خبطة بسيطة، فاتنفض مكاوي وعدل نضارته، بلع ريقه بصعوبة وانا بلف وشي ناحية يميني وبنفخ بزهق..
قصه جريمة قصر البارون
-اوففف.. وبعدين يا عم سباخ!
-عم سباخ مين يا فندم؟!
لفيت وشي ناحيته من تاني وقولتله بتريقة..
-مش عيب عليك يا أخي لما تبقى سيناريست كبير كده، وماتعرفش دور عم سباخ اللي فيلم البيضة والحجر!
-بس انا مش سباخ يا فندم.. انا مش كداب ولا نصاب، القصر مسكون فعلًا وكل الناس بيقولوا كده.
-اه.. الناس وبيقولوا.. اسيب انا بقى القاتل الحقيقي اللي ممكن يطلع سيف او ناهد، وابعت اقول للنيابة إن القضية المتهم فيها العفاريت والاشباح اللي ساكنين القصر.. اخرج يا مكاوي، اخرج.. يا عسكري.. يا ابني انت.
-أمر چنابك.
-شيل البتاع ده من قدامي ودخل لي سيف ابو غالي، خلينا نتنيل نخلص من ام التحقيق المنيل ده.
قام مكاوي وقف وقالي بارتباك..
-يعني اروح انا يا فندم؟!
-اه.. للأسف، مع إن كان بودي احبسك، بس هنعمل ايه.. مافيش دليل ضدك.
اول ما قولتله كده خد بعضه وخرج من الأوضة جري.. وبعد خروجه، دخل عليا النجم.. ايوة، اخر واحد.. بطل الفيلم، النجم سيف ابو غالي…. يُتبع
(ده الجزء الأول من قصة جريمة في قصر البارون واللي أحداثها بتدور قبل تطوير القصر وأعادة افتتاحه كمزار من الدولة المصرية..
قصه جريمة قصر البارون
٢
دخل عليا النجم.. ايوة، اخر واحد.. بطل الفيلم، النجم سيف ابو غالي.
-اسمك وسنك وعنوانك؟!
-غني عن التعريف.. معقول يعني حضرتك ماتعرفنيش؟!
اتعدلت في قعدتي وشربت اخر شوية قهوة من الفنجان اللي جنبي..
-لا بقولك ايه.. انت هنا في تحقيق رسمي، يعني مش في انتر فيو على محطة تلفزيونية، ف جاوب بهدوء على قد السؤال وماتحاولش تجود عشان ماقلبش، وانا صدقني.. قلبتي وحشة اوي.
كلامي الحازم معاه خلى ملامحه اتبدلت وابتدى يتكلم برهبة..
-سيف عبد الرحمن محمود ابو غالي، عندي ٣٣ سنة، ساكن في الزمالك، بشتغل ممثل.
-وانا مسألتكش عن مهنتك.. بس ماشي، نعديها.. ايه علاقتك بالقتيل؟!
-قتيل!.. هو استاذ حمدان اتقتل!.. احنا اللي شوفناه في اللوكيشن بيقول غير كده، الراجل وقف يهلل ويقول..
قاطعته بسرعة وبصوت عالي..
قصه جريمة قصر البارون
-لا يا ابا لا.. لا يا ابا ماتاخدنيش معاك.. لا.. انا مش عايز اموت.. ابعدوه عني.. ابعدوا الشبح ده عني.. كل ده كلام انا عارفه كويس، كل اللي كانوا موجودين قالوا نفس الكلام، من أول جمالات اللبيسة بتاعت بطلة الفيلم، ومرورًا بقى بالممثلين والبطلة وكل اللي كانوا في اللوكيشن.. كلهم قالوا الكلام اللي قاله لدرجة إني مش بس عرفته، ده انا كمان حفظته، لكن انا بقى عاوز اعرف منك اللي ماحدش منهم قاله، واللي انا لسه ماعرفوش.. انت طلبت من المخرج يضيف مشهد كسر الرقبة ليه؟!
-لأنه ببساطة مشهد قوي.. شوفته في فيلم اجنبي وعجبني، فحبيت انفذه بس بشكل مصري.
-اه.. يعني مش عشان تدبر حادثة قطع النور وتقوم رايح للمنتج وكاسر رقبته بعد ما يقع؟!.. بما إنك يعني اتدربت على المشهد اكتر من مرة وتنفيذه بالنسبة لك كان سهل.
-يا فندم وانا هعمل كده ليه؟!
-عشان تتجوز ناهد.. كل اللي في اللوكيشن زي ما قالوا لي الكلام اللي قاله حمدان قبل ما يموت، فهم قالوا لي برضه إن كان في ما بينكم نظرات أعجاب.
-لا.. ماهو.. ماهو انا..
-انت ايه.. اتفقت معاها على قتله؟!
-يا فندم لا اتفقت ولا نيلة، انا اه معجب بيها بصراحة، بس ماعرفش هي بتبادلني نفس الشعور ولا لأ، ثم إن انا اصلًا حاولت ابعد نفسي عنها بكل الطرق لأني متعقد من الجواز وبمنع نفسي عن الوقوع في الحب.
-وايه اللي معقدك يا نجم؟!
-مراتي الاولانية.. بعد ما طلقتها لأن الشك دخل ما بيننا، طلعت حامل.. وانا بالعربي كده ماعترفتش بالعيال لأني شاكك إنهم مش مني.
قصه جريمة قصر البارون
-ااه ااه افتكرت.. انا شوفتك في كذا برنامج وانت بتقول والله العظيم ما ولادي، والله العظيم ما ولادي، بس ال dna بعد كده أثبت إنهم منك!
-مزور يا فندم… تحليل مزور.. والعيال دول مش عيالي.
-مش موضوعنا دلوقتي.. خلينا في ناهد، متأكد إنها ماكانتش بتبادلك نفس الأعجاب!
-ولو كانت كده.. دي ست متجوزة يا فندم، وبالتأكيد نظراتها ليا ماكانتش نظرات أعجاب بشخصيتي يعني.. تلاقيها معجبة بشكلي وكاريزمتي و..
قاطعته بسرعة قبل ما يكمل رغي لأني حرفيًا كنت جيبت أخري..
-بس بس يا عم رشدي أباظة، خلاص.. عرفنا إن الستات كلها بتحبك عشان نجوميتك، نرجع بقى لأم القضية، يعني انت أخر كلامك إنك ماقتلتوش؟!
-لا يا فندم ماقتلتوش.
-تمام.. لما تروح النيابة بقى ابقى قولهم الكلام ده هناك، وساعتها النيابة وبعدها المحكمة، هم اللي هيقرروا إنك قتلته ولا لأ.
ولحد هنا بينتهي دوري، ومع نهايته بتنتهي اقوال اللي كانوا موجودين وقت الواقعة، وبعد ما كل حاجة اتقفلت.. بعتت القضية للنيابة وهناك استكملوا التحقيق، واللي عرفته إن التقارير المبدئية وكلام الشهود.. خلوا وكيل النيابة يؤمر بحبس ناهد وسيف لأن مافيش متهمين ولا مشتبه فيهم غيرهم هم الاتنين.. بس استنى استنى.. ايه، فاكر القضية خلصت كده!.. فاكر إن سيف وناهد هم القتلة وهيتحكم عليهم بالأعدام بكل سهولة!.. طب ازاي؟!.. هي لو القضية حلها كان سهل اوي كده، كنت جيت النهاردة وحكيتهالك؟.. لا أهدى كده واستنى، القصة مانتهتش عند ناهد وسيف، دول فضلوا محبوسين على ذمة القضية لحد ما في يوم جالي خبر قَلب كل الموازين، والخبر ده كان طلب من النيابة بالتحري عن مصدر الكحول اللي شربه حمدان قبل ما يموت.. ولو هتسأل نفسك ايه سبب الطلب ده، فانا هجاوبك يا سيدي واقولك إن تقرير الطب والشرعي وتقرير المعمل الجنائي، قالوا كلام شقلب كل الموازين.
حمدان مامتش بسبب كسر في الرقبة ولا مات لما وقع من الأساس، حمدان مات مسموم.. ايوة، مش بقولك القضية لسه فيها.. ماهو أصل المعمل الجنائي لما حلل أزازة الويسكي اللي كان بيشرب منها حمدان وهو في أوضته، اكتشفوا إن كان فيها سم، ولما الكلام اتطابق مع تقرير الطب الشرعي بأن حمدان كان في جسمه جرعة سم وقلبه وقف بسببها، كده الشك بقى بعيد عن سيف وناهد، هو اه مابقاش بعيد اوي ولا حتى خرجوا منها، لكن تحرياتي عن الأزازة ومصدرها هي اللي حرفيًا خرجتهم!
قصه جريمة قصر البارون
انا لما تتبعت الأزازة ومصدرها، قدرت اعرف إن اللي جابها لحمدان من العربية هو السواق، والمصيبة هنا بقى إن السواق ده اختفى تمامًا بعد ما حمدان مات!
غريبة دي… ايه اللي يخلي سواق يختفي بعد ما اللي شغال عنده يموت!
وعشان كده ابتديت رحلة البحث ورا إسماعيل عبد الجبار، سواق من قرية ما في الصعيد، لكنه عايش في القاهرة بقاله شهر، شهر!.. دي نفس المدة تقريبًا اللي بدأ يشتغل فيها عند حمدان!
دورت وراه في كل حتة لحد ما قدرت اوصل لصاحب الشقة اللي كان مأجرها منه في القاهرة، والراجل ده في وسط كلامي ودردشتي معاه، قالي على معلومة خطيرة اوي، يمكن من وجة نظره ماتكونش حاجة مهمة، إنما بالنسبة لي انا وبالنسبة للقضية ككل.. فهي تعتبر بداية حل اللغز، والمعلومة دي كانت غلطة وقع فيها إسماعيل مع بواب العمارة.. بواب العمارة اللي في مرة وهو بيهزر مع إسماعيل، وقت ما كان بيساعده في تنضيف البيت لأنه كان عايش لوحده، قاله إن هو من قرية فقيرة من قرى البحيرة، ولما البواب قال لإسماعيل كده.. إسماعيل قاله إنه كان بيشتغل سواق في شركة ما مقرها في البحيرة، وكانت شغلته إنه بياخد الناس الأداريين اللي من البحيرة، ويروحهم اسكندرية كل اسبوع.. وساب شغله لأنه جاله شغلانة مع واحد تقيل في البلد، وهو المنتج حمدان طبعًا.. وهنا بقى كانت النقطة الفاصلة في الحدوتة، التحريات قالت إن إسماعيل ماتعرضش عليه الشغل مع حمدان، إسماعيل حاول كتير يشتغل عند حمدان، وفي كل مرة كان بيقوله إنه مالوش مكان، لحد ما سواق حمدان الخصوصي كِبر في السن وتعب من الشغل وقعد في البيت، وقتها حمدان كلمه وطلب منه يستلم الشغل عنده كسواق خصوصي بدل السواق بتاعه، وده بيرجح إن إسماعيل اتزق على حمدان لسبب ما.. والسبب ده طبعًا هو قتله عن طريق السم اللي حطهوله في الويسكي، بس ياترى مين اللي هيزق إسماعيل على حمدان عشان يقتله، او ايه مصلحته في كده؟!
سؤال مهم اوي لقيت أجابته لما قعدت مع البواب وعرفت منه مقر الشركة اللي إسماعيل كان شغال فيها، ومع معرفتي للمكان.. خدت بعضي وروحت على هناك، وتخيل بقى اكتشفت مين اللي بيشتغل في الشركة دي ومن اسكندرية، لا وكمان بيشتغل في مبنى الأداريين، يعني له تعامل مباشر مع إسماعيل!
مش عارف صح؟!
اجاوبك انا… اللي بيشتغل هناك وإسماعيل كان بينقله من مقر شغله في البحيرة، لبيته اللي في اسكندرية، هو استاذ متولي جودة.. زوج السيدة عفاف السيد حمدان.. أخت المرحوم حمدان السيد حمدان، القتيل في القضية.
وبمجرد معرفتي بالمعلومة دي، بلغت بيها، ف بسرعة طلبته النيابة بشكل رسمي وبدأت معاه التحقيقات اللي قال فيها..
“اقسم بالله العلي العظيم انا ما قولت لإسماعيل يقتله، ثم انا هقتله ليه يعني.. احنا علاقتنا بيه منعدمة من بعد ما ساب اسكندرية.. انا اه مانكرش إن علاقتي بإسماعيل كانت قوية لدرجة إني كنت ببعت معاه للمدام فلوس وقت ما كنت ببات في البحيرة، بس انا ماقتلتوش ولا عمري افكر بالطريقة دي.. انا راجل شقيان وعلى باب الله.. من بيتي لشغلي ومن شغلي لبيتي، لا اعرف سم ولا خمرة ولا غيره”
قصه جريمة قصر البارون
وده كان ملخص لأهم كلام متولي اللي قاله في النيابة، لكن كلامه ده ماكنش دليل كافي إنه يبعد الشبهة عنه، ده فضل مشتبه فيه وكمان اتحبس على ذمة القضية لحد ما حصل اللي أثبت صحة كلامه وقَلب موازين القضية للمرة التانية، واللي حصل إننا كشرطة يعني.. روحنا الصعيد، بالتحديد للقرية اللي منها إسماعيل، وهناك دورنا عليه كتير وماقدرناش نوصله، ومع التحريات والأسئلة والتحقيق مع كل اللي يعرفوه، قدرنا نوصل للمكان اللي كان مستخبي فيه.. بيت متطرف في نهاية البلد بيملكه واحد صاحبه، روحنا هناك وحاصرناه وقدرنا نقبض عليه، وبعد القبض عليه ومواجهته بالمعلومات اللي توصلنا ليها عن طريق التحريات والتقرير التفصيلي للطب الشرعي وتقرير المعمل الجنائي، إنهار إسماعيل وقال الأتي…
“الشيطان.. الشيطان كان هو السبب، او اقدر اقول الشيطانة بقى، عفاف.. عفاف مرات استاذ متولي، كنت بشوفها كل ما بروح اديها الفلوس اللي بيبعتهة معايا جوزها لما بيبات في البحيرة بالأيام، ولأني راجل مغترب وفي الأساس متجوز من البلد ست مابحبهاش، فانا اول ما شوفت عفاف وقعتني.. وقعتني بضحكتها وبلبسها الفتان وبطريقتها اللُونة في الكلام.. مانكرش إنها اكبر مني اه، لكنها ست عود.. توقع اجدعها شنب بكل سهولة، وبعد ما وقعتني وجيت اقرب منها عشان.. عشان.. عشان اعمل معاها علاقة يعني، رفضت.. رفضت وفضلت مكملة في عنادها ورفضها لحد ما في مرة انهارت قصادها وقولتلها إن انا مستعد اعمل اي حاجة هي تطلبها مني، وفي المقابل ابقى معاها حتى لو ليلة واحدة.. وقتها استغلت هي ضعفي وانهياري قدامها وطلبت مني طلب استغربته وعقلي كان رافضه في الأول، بس شهوتي غلبت عقلي وخلتني اوافق من غير أي استغراب.. ايوة يا بيه، عفاف طلبت مني اقتل اخوها اللي قاعد في القاهرة، قالتلي إنه منتج كبير وإني لو قتلته هي هتورث كتير اوي لأنه مابيخلفش.. ولما طاوعتها وسألتها عن طريقة اقتله بيها، قالتلي اتصرف.. ف فكرت كتير اقتله ازاي، ده راجل مشهور والعيون كلها عليه، ولو قتلته بعيار ولا بسكين، هيتقبض عليا تاني يوم.. ومن هنا كانت الفكرة، الفكرة اللي خططنا لها انا وهي، ونفذتها انا لوحدي… وكانت البداية لما قدمت ورقي عنده في الشركة وكنت عاوز اشتغل سواق، وده يعني عشان ابقى قريب منه واسممه والبسها في مراته اللي اصغر منه بكتير.. وفي الحقيقة انا اترفضت كتير اوي لأنه كان عنده سواق خصوصي، وفضلت اترفض في كل مرة لحد ما في يوم لقيت اتصال منه هو شخصيًا، اتصال قالي فيه إن السواق بتاعه كبر في الست ومابقاش قادر يشتغل خلاص.. وقالي كمان إنه هيشغلني عنده كسواق لعربيته، وفعلا اشتغلت.. اشتغلت وابتديت اخطط بالتفاصيل انا وعفاف في التليفون لحد ما جت اللحظة المناسبة، اللحظة اللي فتح فيها الإزازة وشرب منها شوية وساب الباقي في العربية، ولما دخل التصوير وطلب مني بعد شوية اجيبله الأزازة اللي هي اساسًا كانت مفتوحة، حطيتله فيها السم اللي كنت محضره من يوم ما اشتغلت عنده، ماكنتش اعرف إن السم مع الكحول هيسيببوله هلاوس قبل ما يموت، وإن طريقة موته هتبقى بالشكل ده، بس بعد مات قولت إن اللي حصل ده كان خير وبركة.. هو مات بطريقة تبعد الاتهام عني وتلبس ناس تانيين، ورغم كل ده برضه.. هربت، هربت لأني قتلت وانا مش قاتل، اما عفاف.. فانا قطعت التواصل معاها وكنت هفضل كده لحد ما القضية يتحكم فيها وتورث، بس الظاهر إن المكتوب مافيش منه هروب.. واديني اهو.. اتجابت وشيلت القضية برضه”
قصه جريمة قصر البارون
وبعد ما خلص إسماعيل اعترافاته، اتقبض على عفاف اللي بمواجهتها أنكرت في البداية، ورغم إنكارها المستمر والعنيف اللي كانت ثابتة عليه، إلا إنها انهارت تمامًا لما تمت مواجهتها بإسماعيل واعترفت، اعترفت بكل حاجة لما قالت…
“اه انا اللي وزيت إسماعيل عليه عشان يقتله، من حقي.. من حقي اقتله، لما يبقى راجل عجوز ومش راضي يموت عشان اورثه واخد منه ورثي من مال ابويا اللي خده مني عافية، يبقى من حقي اقتله، ولما الجوع والفقر والحوجة، يبقوا مُقيمين في بيتي واصحاب لعيالي وجوزي، وهو داير يتسرمح مع حريم اصغر منه.. يبقى من حقي اقتله، ماهو اصل ابويا كان راجل صعيدي، جه من الصعيد زمان على اسكندرية وفتح محل قماش كبير.. وبعد موته، اخويا الوحيد زور الختم بتاعه لأن ابويا ماكنش بيعرف يقرا ويكتب، وكتب كل حاجة بأسمه، وقدر ياخد ورثي وينزل على القاهرة وفتح شركة الانتاج بتاعته دي.. بعد كده حاولت كتير انا وجوزي إننا نتواصل معاه او ناخد جزء من حقي، لكنه كان بيرفض وكان بيقول إن ابويا كتبله كل حاجة قبل ما يموت، مع إن ده ماحصلش، هو زور الوصية بتاعت ابويا ونهب كل فلوسه، وقتها احتسبت وقولت استناه يموت وابقى اورثه، وخصوصًا بعد ما عرفت إنه مابيخلفش، لكنه ماماتش.. ده فضل عايش ومتنغنغ في ورثي لحد ما عيالي كتروا وجوزي مرتبه مابقاش يقضينا، ومع مرور الأيام والسنين، كانت فكرة قتله كل ليلة بتنهش في راسي، لحد ما قابلت إسماعيل اللي حبني وحفي ورايا، ف استغليت حبه ليا وطلبت منه يقتل حمدان عشان يطولني.. وبعد كده حصل كل اللي هو قاله، واشتغل عنده وسممه، سممه عن طريق خطة انا اللي حطيتها وهو اللي نفذها، وحقيقي مش ندمانة، مش ندمانة لأني خلصت البلد والبشرية كلها من عجوز خمورجي ماحترمش سِنه لما كان بيتجوز من بنات اصغر منه، ولا احترم شرع ربنا لما زور وصية ابويا ولهف ورثي”
قصه جريمة قصر البارون
ولحد هنا بتروح القضية من النيابة للمحكمة، بس المرة دي راحت بمتهمين مختلفين غير اللي كان مشكوك فيهم في الأول.. متهمين بالتأكيد هيتسجنوا او هيتعدموا بعد النطق بالحُكم، لكن الحُكم مش هو المهم.. المهم إن جوز عفاف طلقها بعد اللي اعترفت بيه، وناهد وسيف خرجوا وكملوا الفيلم، وبالمناسبة يعني ماتجوزوش.. ده سيف بعد نجاح الفيلم اتجوز من هدى البطلة وخرجها من الاكتئاب اللي كانت فيه واعترف بعد كده بولاده من مراته الأولانية، اما ناهد ف ماتجوزتش.. دي اهتمت بالشركة وكبرتها وبقت تنتج افلام ناجحة وهادفة.. اما انا بقى، فانا بحكم شغلي كظابط، لسه بقابل وبحقق وبشوف، بس مهما شوفت وقابلت، عمري ما هقابل قضية أغرب من قضية قَتل المنتج اللي لما جه يصور فيلم إسمه (جريمة في قصر البارون) اتقتل برضه في نفس القصر، بس في نهاية القضية يتبقى السؤال.. يا ترى مين الجاني ومين المجني عليه، ولا المتهمين والمجني عليه.. كلهم بيعتبروا جُناة؟.. هسيبلكم الرأي والاختيار، بس خليكوا فاكرين إن الحياة زي ما بتديلك فرصة تتجبر وتضحك على الناس وتجري هنا وتلعب هناك، فهي برضه هيجي اليوم وهتاخد منك حق كل غلطة غلطتها.. سواء كانت كبيرة ولا صغيرة.
تمت
قصه جريمة قصر البارون
#محمد_شعبان
قصه جريمة قصر البارون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى